سَنةٌ من خيال / برهان المفتي ـ لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لتأسيس شبكة الحياة لوحة رسم

تنزلُ عباءة العتمة، أطرافها بلا أفقٍ منظور، تنزل بكل ثقل قبح الظلام الذي يبتلع جمال الألوان. لكن هناك قلوب تحتفظ لنفسها بالجمال وتصنع فرص بهجتها بالخيال، فتنثر اللون في تلك العباءة ليثقبها لكي يعبر منها ضوء باهر في مواجهة بين الإرادة واليأس. الإرادة بألوانها البهيجة واليأس بلونه الواحد الذي هو ثقب أسود يبتلع الزمن وتسقط فيه السنوات دون أثر.
غير أنّ السَنةَ تكون مرئية حين تكون فيها محطات يقف فيها الزمن مرغماً، تلك هي محطات الإنجاز. فالزمن لا يغادر الإنجاز بل يتحول في تلك المحطات إلى حروف ولغة إحتفالية، هكذا هي سَنة ( الحياة لوحة رسم)، ذلك المشروع التطوعي الذي أتخذ من الخيال فضاءً ومن الإرادة أداةً ومن التحدي مسَاحة عمل فكان الإنجاز بمشروع جمالي جمع القلوب التي خيالها المدى أن تجتمع معاً لزرع حب الإنجاز ورفض اليأس.
سماء أسماء قلبان لا حدود لهما، متشابكان فلا تعرف مَن يحيطُ بمَن، نبضهما واحد بصوت الإرادة، دمهما واحد، قررا التحدي بزراعة بذرة أمل حيث الصخور بدل التربة، وحيث النار بدل الماء، لتكون النتيجة بعد سنة ثماراً شهية من لوحات ملونة بالخيال وكتابات وورش عمل ومشاريع وحملات كلها نوافذ نحتاجها لكي نتنفس هواءً نقياً في زمن تلوث القلوب.
هكذا يكون زمن البعض مرئياً بالإنجاز فلا يغادر الذاكرة بينما تسقط سنوات الآخرين في ثقب أسود أسمه النسيان.

* كاتب ورسام كاريكاتير


تم عمل هذا الموقع بواسطة